محمد القوصى يكتب : بول ألمانيا‏..‏ و بول الوايت نايتس

سمعنا لفظ بول يتردد في وسائل الإعلام العالمية والمصرية خلال كأس العالم في جنوب أفريقيا2010 بتوقعه الكثير من النتائج في المونديال وكان المصريون يسخرون من العراف الإخطبوط بول الذي قدمه لنا الألمان بسبب اسمه الذي له معني مختلف في مصر رغم توقعاته الرهيبه لدرجة أنه لم يخطيء طوال مباريات المونديال إلا في مرتين فقط..

وعاد الاسم ليتكرر في الأيام الأخيرة بعدما أعلنت جماعة الوايت نايتس الزملكاوية أنها قذفت رئيس ناديها بأكياس من البول وليس ماء النار كما ردد هو.. وبين بول الألماني المونديالي وبول الوايت نايتس الذي لامس ملابس رئيس ناديهم مساحة كبيرة فالأول أمر مرح وتفاؤل وتوقعات ومقبول أما الثاني فهو نوع من القذارة أرادت الجماهير إلصاقها برئيس ناديها تعبيرا عن وجهة نظرها فيه تجسيدا لخلافها معه وهذا أمر في منتهي الخطورة وشيء سيئ أن تصل الأمور لهذا المستوي بين طرفين ينتميان لناد عريق إسمه الزمالك تجاوز ظهوره في الحياة المائة عام..

وهذا تأكيد علي أن المنظومة لدينا فاشلة وأن مفهوم الرياضة عندنا ليس هو ما يعرفه العالم فالرياضة في الدنيا المحترمة المتقدمة نشاط إنساني جميل يستمتع به من يشاهده ويلقي كل من يمارسه التقدير سواء حقق الفوز أو تعرض للخسارة أما عندنا فمعارك طاحنة ودم و بول وماء نار وألفاظ خارجه وركل بالأقدام.. وهذا تجسيد واضح لحالنا فعندما ينهش مسئول كبير في كل الناس ويتعرض لأعراضهم ويتحول لسانه لسكين تلامس كل من يحتك به ولا تقف له الدولة فلابد أن نصل لهذا المرحلة..

وعندما ينفلت حال الجماهير ولا يستطيع أحد كبح جماحها وتنسي مهمتها الأساسية وهي التشجيع والاستمتاع فحسب فلابد أن نصل للقاذورات.. وعندما يعتدي رئيس أكبر هيئة رياضية في مصر علي نائب رئيس ناد بالسب و الضرب فطبيعي أن نصل للبول .. وعندما يتحول إعلاميون أو اشباه إعلاميين إلي سماسرة ويقاسمون الأنديه في دعم الدولة ويفرضون إتاوات عليها ويهددن بسلاح الفضائيات فلابد أن نصل للبول .. بصراحة الرياضة المصرية بقت بول خالص لم يكن ينقصها إلا ويظهر ليضرب به مسئولوها.. بصراحة مفيش أحط من كده.  ” نشر فى الاهرام المسائى ” 

كاتب المقال : الكاتب الصحفى والناقد الرياضى الكبير بالاهرام  محمد القوصى ..  واالامين العام لرابطة النقاد الرياضيين بمصر 

شاهد أيضاً

صلاح دندش يكتب : المسخوط .. مبيعرفش !

اثناء تواجدى باحد الفنادق الكبرى بمنطقة القاهرة الجديدة لحضور فاعلية رياضية ..فوجئت على الباب بحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.