د.ياسر ايوب يكتب .. انتصار عالمى صناعة مصرية

وعاد الاثنان إلى القاهرة، أمس الأول، يحمل كل منهما انتصاره وميداليته وبطولته وحلما كبيرا بالاقتراب من ميدالية جديدة فى دورة ريو دى جانيرو الأوليمبية بعد عامين.. ولأننى لست من هواة جلد الذات، فلن أكتب عن بلدى الذى ينسى طول الوقت انتصاراته وأبطاله الحقيقيين ولا يجرى إلا وراء أوجاعه وهزائمه وهمومه الكروية.. ولن أصرخ مطالبا الناس بأن تنسى كرة القدم وحكاياتها ونتائجها وحروبها أيضا وألا تلتفت إلا إلى إيهاب عبدالرحمن ومصطفى الجمل.. فهذا لم يحدث من قبل ولن يحدث أبدا، سواء فى مصر أو أى بلد آخر فى العالم، وستبقى كرة القدم هى الأشهر والأجمل والأكثر قدرة على إسعاد غالبية الناس.. لكننى فى المقابل أرفض أن يتحقق ويكتمل هذا الانتصار المصرى وسط تجاهل إعلامى وعدم اكتراث واهتمام وعدم احترام أيضا..

وأظن أن هذين البطلين يستحقان منى ومن كثيرين غيرى التوقف ولو قليلاً والتصفيق لهما بمنتهى الاعتزاز والامتنان والشكر أيضا.. كما يستحق كل ذلك أيضا الدكتور وليد عطا، رئيس اتحاد ألعاب القوى، وكل مجلس إدارة اتحاد لا نلتفت إليه أو نتذكره إلا فقط حين تكون هناك فضائح أو كوارث.. وأشكر أيضا خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، الذى قرر مكافأة إيهاب عبدالرحمن، صاحب ذهبية الرمح، بمائة ألف جنيه، ومصطفى الجمل، صاحب فضية المطرقة بخمسة وسبعين ألف جنيه.. وخمسة وسبعون ألفا أخرى للجهاز الفنى والإدارى لألعاب القوى.. إلى جانب اعتماد مليون ونصف المليون جنيه لاتحاد ألعاب القوى من أجل مواصلة الاستعداد لدورة ريو دى جانيرو الأوليمبية..

وقد كان ولايزال أمراً يثير البهجة والفرحة أن أقرأ تعليقات مسؤولى ألعاب القوى وخبرائها فى العالم عن إيهاب عبدالرحمن ومصطفى الجمل.. وكيف امتلك كل منهما موهبة هائلة وطبيعية وإصرارا جميلا على الفوز.. خاصة أن ما جرى فى بطولة العالم للقارات بمراكش لم يكن هو الانتصار الأول للاثنين عالميا وأفريقيا  ” نشر فى  جريدة المصرى اليوم ”

الكاتب : الدكتور ياسـر ايوب الكاتب الصحفى  والناقد الرياضى الكبير بالاهرام