من منا لا يعرف المتألق دائما عصام الشوالى .. المعلق الذي شق طريقة الى النجومية بفضل أسلوبه السهل الممتنع واحتل بذلك مكانة كبيرة فى قلوب عشاق الكرة في الوطن العربي وأصبح له الكثير جدا من المعجبين .. الشوالي شخصية رياضية فريدة من نوعها ، ثقافة ووعى وهدوء .. دخل الإعلام الرياضي مصادفة سنة1995 عن طريق إذاعة الشباب والرياضة بتونس .. اسرار ومعلومات مثيرة كشف عنها النجم المحبوب عصام الشوالى فى حديثه الخاص مع موقع ” دنيا الملاعب” .. واليكم تفاصيل الحوار الشيق .
بداية عصام الشوالى كيف كانت ؟ بدايتي كانت من خلال مقابلة لإنشاء إذاعة الشباب والرياضة بتونس بقرار رئاسي وقد كنت من المحظوظين بالقبول وبدأت تجربتي بتقديم البرامج الرياضية والتعليق .. وأول مباراة علقت عليها كانت 90 دقيقة كانت في دورة LG عام 97 ببنين بين تونس وزامبيا وفى نفس الدورة علقت على مباراة النهائي بين تونس ونيجيريا وكان ذلك على مستوى الإذاعة أما على مستوى التلفاز فكانت مباراة حلم لأي معلق بين ريال مدريد والانتر على تلفزيون تونس 7 الفضائية والحمد لله نجحت فيها.
وماذا كان هدفك من اتجاهك للتعليق على مباريات الكرة ؟ لم أفكر ابداً في البداية ماذا سيعطيني التعليق وأردت منه وسيلة للتعبير عن جنوني وعشقي لكرة القدم وكنت أبذل قصار جهدي لإيماني أن كل شيء سيأتي بالجهد والعطاء.. والحمد لله كانت البوادر الأولى مشجعة وأحسست بذلك من خلال تكليفى بالتعليق على المباريات المهمة وكذلك من خلال تعليقات الزملاء في الصحف التونسية الذين أشادوا بالشوالي من خلال ذلك أحسست بأنني على الطريق الصحيح ، وعلقت على نهائي كأس تونس فى3 سنوات متتالية ومباريات مهمة من البطولات الأفريقية للأندية والمنتخبات عام2000 وعلقت على نهائيات أبطال أوربا ونهائي البطولات الأوربية ، وقد توجت بجائزة أفضل معلق رياضي تونسي عام 2000 من جريدة الشعب وعام 2001 من جريدة الحدث.
وهل التعليق على مباريات الكرة العربية اسهل ام الاجنبى ؟ سؤال ذكى ومهم جدا ، ولذا سأصدم الجمهور بمعلومة فالمباريات العربية فيها حب كبير وتعب أكبر وأعد لها في عدة أيام وأحاول البحث عن أية معلومة وأتصل بالزملاء في تلكالبلدان ويكون لدي أرشيف كبير، بينما المباريات الأوربية التحضير لها أسهل بكثير لسهولة الحصول على المعلومة ومعرفة اللاعبين بسهولة وأقول بصراحة أن التعليق على المباريات الصغيرة أصعب بكثير من التعليق على برشلونة أو ريال مدريد او الميلان فهذه مباريات سهلة للمعلقين لان نجوم هذه الاندية معروفين جدا لدينا وكتاب مفتوح كما نقول ..لا أنكر أني قد أخطيء فجلّ من لا يسهو وأحترم كثيراً الجمهور وأرائه المفيدة وأتقبلها بصدر رحب، هذا الأمر يحملني مسؤولية كبيرة لعدم الغلط وبصراحة عندما أخطي في مباراة أعتقد أنني فشلت رغم أني قدمت مباراة كبيرة وأن الجمهور عرف بخطئي.
واتجاهك الى قناة الجزيزة الرياضية كمعلق .. كيف تم ؟ علاقتي بـإذاعة ART من خلال كأس تونس سنة2001 وكنت أعلق على أول نهائي في إستاد رادس بين النجم الساحلي وحمام الأنف وكان مدير مكتب إذاعةART موجود في تونس بالملعب وطلب مني أن أكون مع وبصراحة قد خدمني إتحاد الإذاعات العربية عندما علقت على كوب أمريكا وتصفيات كأس العالم ومن خلال ذلك اكتشفني مسؤولي إذاعةART وعرضوا علي الانضمام إليهم ، لا أخفي عليك ترددت في البداية لأني لم أكن أعرف ART ولم تكن لديها سمعة قوية في تونس بتلك الفترة ذهبت إلى ART فى شهرأكتوبر من نفس العام اكتشفت أنها تملك الكثير من الأحداث الرياضية الهامة وكنت محظوظاً جداً فخلال شهر واحد نجحت نجاحاً كاسحاً، ولا أنسى الأستاذ على داود الذي أعطاني فرصتي وتبناني وأول مباراة في ART كانت بين الترجي وساندوز بعد ذلك بأيام قليلة أخذت الدربي الألماني وفى هذا المباراة وبين الشوطين قال الأستاذ على داود هنيئاً ARTبهذا المعلق الرائع وكانت تلك شحنة كبيرة جداً ومن ساعتها عرفت أنني وجدت العصفور النادر للنجاح ومن هنا بدأت رحلة التألق مع محطة ART و في شهر واحد أحلامي التي كنت أراها بعيدة بدأت تتحقق بسهولة فوجدت نفسي في كأس العالم ، وعندما استلمت جدول التعليق اكتشفت أني أملك أفضل المبارايات وكذلك النهائي في أكوهاما ، وكانت فرحة لا توصف كل ذلك حدث في شكل سريع بتوفيق من الله ورضا الوالدين واجتهادي الشخصي . واتجاهى لقنوات الجزيزة الرياضية جاء بعد انتهاء تعاقدى مع ART واخذت موافقتهم رغم ذلك ، الا اننى قلت اننى انتقلت من ART وسميتها نادى ريال مدريد الى الجزيرة الرياضية وسميتها نادى برشلونة .. ولا استطيع نسيان فضل ودور art فى حياتى ومسيرتى العملية والمهنية .
ومارأيك فى الكرة العربية ؟ الكرة العربية تعاني العشوائية في العمل وغياب الاحترافية عند المسؤولين قبل اللاعبين والعقلية لم تتطور ولم ترتق لمستوى الاحتراف وكل واحد يفكر في نفسه فقط وكل مسؤول يبحث عن مجد شخصي مثل دخول برلمان أو التقرب من السلطة وهذا انعكس بشكل كبير على الكرة العربية ، والتي من أهم مشاكلها أن يتم إبعاد أصحاب الفهم والكفاءة في الكرة عن المناصب القيادية في الاتحاد الرياضي وهذه أهم العوائق لذلك لا يوجد عمل قاعدي ولا بنية تحتية ولا ملاعب لا يوجد شئ نحن يا صديقي ( ماشيين بالبركة ) وقد قلت أن ( البطل العربي هو من رحم الإبداع وليس نتيجة تخطيط علمى كما يحدث فى اوروبا وامريكا ) كما ان المعلق والإعلامي مهما كانت خبرته الفنية فهو ليس مدرباً وأنا اكره الفلسفة الزائدة وأنا دائماً اتحاشى الحديث المطول عن الناحية الفنية لأني لست مؤهلاً كمعلق أن أمارس دور المدرب ولكن هناك بعض الاستنتاجات وليدة المباراة وأحداثها، قد اقرأ المباراة وأحاول شرحها للناس.
هل المفروض ان يكون لاعب الكرة اعلاميا بمعنى انه يقدم برامج رياضية ؟
ليس بالضرورة أن يكون لاعب كرة القدم اعلامياً او مقدم برامج رياضية ، فمثلاً هناك زملاء إعلاميين لم يلعبوا كرة القدم ونجحوا ، وليس شرطا أن يكون اللاعب الكبير مدرب كبيرا والعكس صحيحا والأمثلة على ذلك كثيرة جداً .
ومن اهم النجوم فى العالم من وجهة نظرك ؟
مارادونا حالة خاصة وقد استلم القطار وهو يسير ولديه مبدعين والآن لديه ست شهور للتحضير بقوة لكأس العالم وبالنسبة لي استعيد ذكريات 86 فمارادونا هو من جلب كأس العالم لبلاده كلاعب وأتمنى لو استطاع مسي أن يصنع هذا الانجاز لبلاده ولمارادونا كمدرب .
هناك امور شخصية في الانتماءات وتبقى في القلب ، انفعالاتي كلها وليدة اللحظة واعتقد أن المشجع يعرف الفرق بين المعلق المشجع والتلقائي ، وتلقائيتي هي من صنعت نجاحي ، قد لا يريد أشخاص سماع الشوالي ولكني اجتهد حتى ارضي الجميع .
ولماذا فشلت تونس فى الوصول للمونديال اوالفوز ببطولة افريقيا بالجابون وغنييا الاستوائية ؟
تونس فشلت في الوصول إلى كأس العالم لأنها تملك مدرباً فاشلاً ولم تكن إدارتها للمباريات الأخيرة إدارة جديدة وكنت اطلب من اللاعبين اللعب بالقلب حتى في ظل ضعف المدرب ولكن حدث ما حدث وأنا اعتبر هذا ( الكف ) ضروري جداً للتصحيح الأوضاع في الكرة التونسية على غرار ما حدث في نكسة كأس أفريقيا 94 تونس والأندية التونسية تشهد الآن طفرة في البطولات الخارجية . كما وصلت تونس مع مدربها الوطنى الجديد سامى الطرابلسى الى الدور ربع النهائى وخرجت بفارق هدف امام المنتخب الغانى القوى ورغم ذلك ، اتمنى وصول منتخب تونس الى مونديال البرازيل 2014 فلدينا نجوم ولاعبين يستطيعوا تحقيق ذلك .
وما المنتخبات العربية التى تتمنى وصولها الى مونديال البرازيل القادم ؟ اتمنى وصول منتخب وطنى تونس اولا ومعه المنتخب المصرى الشقيق وكذلك منتخبات المغرب والجزائر وليببا والسودان واتمنى ايضا وصول اى فرق من المنتخبات العربية فى اسيا منها قطر والسعودية والامارات والعراق والبحرين وسلطنة عمان والاردن وسوريا ـ والمهم عندى فى النهاية وصول عرب افريقيا واسيا لتمثيل العالم العربى فى المونديال العالمى ، ولك ان تتخيل ان يتحقق حلم وصول 10 منتخبات عربية لتمثيلنا فى المونديال البرازيلى ، هو حلم فى الاساس و لكنه ليس مستحيلا اذ اراد الله سبحانه وتعالى تحقيقه على ارض الواقع .
وما المواقف التى لن تنساها فى حياتك ؟ هناك أهداف كثير انفعلت معها مثل هدف الدراجي في نيجيريا وهدف زيدان في مرمى بوفان في نهائي كأس العالم وهدف نيستا فى تشليسي .
قابلت نجوم الكرة في العالم أمثال بيليه ماردونا وبيكنباور الذي جعلته يتحدث معي بالعربية المكسرة وأجريت لقاءات مع كل نجوم المنتخب البرازيلي إلا المغرور رونالدينو فهو مغرور جداً حتى في مشيته العادية .
لن انس موقف رونالدو ففي عام 2002 عندما طلب منه لقاءات كثيرة فانه اختارني من بين اكبر القنوات وسألني من أين أنت ؟ فقلت له عربي من الشرق الأوسط فقال لمدير أعماله سأجري مع هذا العربي أول لقاء وهذا أسعدني كثيراً من هذا اللاعب العملاق الذي لديه مواقف رائعة مع العرب .كذلك لدي حب كبير لللاعب محمد ابوتريكه لأنه محبوب ويحمل رسالة يجب أن نستغله في التعبير عن قضايانا .