رغم انه فى البداية كان يرفض الحديث الا انه بعد فترة زمنية ، وبعد ان وجد اصرار من موقع دنيا الملاعب على اجراء هذا الحوار معه وافق بصعوبة ـ انه عز الدين ميهوبي وزير الإعلام اثناء الأزمة المصرية الجزائرية قبل أكثر من عامين ـ تحدث بموضوعية عن الأمور السياسية فى مصر وعن رؤيته للأحوال الرياضية وأسباب مأساة ستاد بورسعيد ـ وتحدث أيضا عن حكاية الأزمة بين مصر والجزائر ـ وتحدث عن رؤيته عن مستقبل مصر وكان مع شخصه المهذب والراقى هذا الحوار الممتع .
· كيف ترى الوضع الان فى مصر؟
مصر ستبقى مصر كبيرة وعظيمة بنفسها وأبناؤها الكبار والعظام على مر التاريخ ، وما يحدث الآن ليس إلا فترة من التوتر الذى أعقب ثورة يناير المجيدة العام الماضي ، وبمرور الوقت ستتحسن الأمور وبعد هذه الفترة السيئة سترتقى مصر لتستعيد مكانتها الرائدة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، واحب هنا أن أشير إلى أمر هام جدا.
· وماذا عن احوال الرياضة ؟
الأحوال الرياضية لا تحتلف كثيرا عن السياسية، وإذا كنت تقصد توابع أزمة ملعب بورسعيد فإننى إؤكد أن الإعلام الرياضي تسبب فى ذلك ولم يتعلم الدرس من أزمة مصر والجزائر قبل أكثر من عامين، لأن بعض الإعلاميين للأسف ساهموا فى ارتفاع حدة التعصب بين الجماهير ، فكان ما حدث فى بورسعيد نتيجة طبيعية وحتمية لذلك.
· وهل تتذكر شىء بالنسبة لازمة مصر والجزائر الكروية ؟
هذه الأزمة انتهت وزالت إلى الأبد بسقوط رموز النظام السابق والذين كانوا أحد أهم أسباب هذه الأزمة وهو ما لمسته بنفسي من نبض الشارع الجزائري الذى اعجب وأشاد كثيرا بالثورة المصرية، وساندها وتفاعل معها إلى أقصي حد، وبعد نجاحها ذكروا أن الأزمة انتهت بسقوط الطغاة لأن المواطن المصري طيب ولا يسئ لاشقاؤه.
· كنت وزيرا للإعلام فى الجزائر وقت الأزمة بين البلدين فكيف تعاملت معها ؟
من يتذكر الأحداث سيجد أن المشكلة جاءت من الفضائيات المصرية الخاصة التى هاجمت الجزائريين بقوة وبكل قسوة ونحمد الله أننا فى الجزائر ليس لدينا فضائيات خاصة ، وإلا حدثت كارثة لايعلم ماداها الا الله وقد لا يعرف البعض أننى تلقيت تعليمات من الرائسة الجزائرية بعدم التعرض للأزمة المصرية فى التلفزيون الرسمي للجزائر وحرصت أنا على تطيبق ذلك لأننى كنت أعرف أنها أزمة تشبه الفيلم الهندى وستزول حتما يوما ما وهو ما حدث بعد ذلك.
ولكن الصحافة الجزائرية تعاملت مع الازمة بنفس اسلوب الفضائيات المصرية الخاصة ؟
نعم هذا صحيح وأوضح بأننى عانيت كثيرا من بعض الصحف الجزائرية التى لا تعرف قيمة الكلمة المكتوبة وتأثيرها على الناس ، وأذكر أننى تلقيت أكثر من دعوة لحضور مثل هذه الصحف إلا أننى رفضتها جميعا، لأؤكد لهم بأننى أرفض تماما الأسلوب الذى يتعاملون به مع الاحداث .
· لماذا توترت العلاقة بين مصر ودول المغرب العربي ؟
أؤكد بأنه لا توجد مشكلة بين مصر ودول المغرب العربي ولا حتى مع الدول العربية ومخطئ من يقول بأن العرب يكرهون مصر، لأن الحقيقة تؤكد أن مصر فى قلب كل عربي ولو كنت عربيا فلابد وأن تمر على مصر، وإذا لم تزور مصر فإن عروبتك تظل منقوصة دائمة ، أما التوتر فهو موجود فى الرياضة فقط وأسبابه تتعلق بطبيعة مباريات الديربيات بين الفرق والمنتخبات الكبري، خاصة وأن منتخبات مصر وتونس والجزائر والمغرب فرق كلها قوية والمواجهات بينهم تكون حساسة لحد كبير، ونفس الأمر بالنسبة لأندية الأهلى والزمالك والترجى والإفريقي والرجاء والوداد وسطيف والمولودية ، والمنافسة ستظل بينهم إلى الأبد بروح رياضية وشرف .
· وهل يمكن اقامة مباراة ودية بين منتخبى مصر والجزائر كما اكد موقع دنيا الملاعب من شهرين تقريبا ؟
لاتوجد مشكلة فى ذلك ويمكن اقامة مثل هذه المباراة فى الجزائر او مصر بالتبادل وستكون احتفالية ومناسبة طيبة للغاية ـ خاصة ان الشعبين شقيقين ولاتوجد بينهما الا كل ود واحترام واشكر موقع دنيا الملاعب على تبنى هذه المبادرة الرائعة .
· وماذا تشجع فى مصر ؟
اشجع النادى الأهلى لأنه فريق كبير واسم الأهلى منتشر فى كل الدول العربية وكل الفرق التى حملت اسمه اكتسبت منه روح المنافسة وحب الانتصار وهو يدل على قوة وعراقة النادى الأهلى المصرى .
· وفى الجزائر هل يوجد نادى غير اهلى بوعريج ؟
نعم يوجد نادى اهلى برج بوعريج وذلك بسبب وجود اكثر من نادى يحمل اسم المولودية ـ ومع الوقت اكتسب هذا الفريق بعض سمات الاهلى المصري واصبح لاعبوه حريصون على تحقيق الفوز والانتصارات وعرفت ان روح الاهلى المصري اثرت فيه ايجابيا بشكل كبير .
· من هو الوزير الجزائرى عز الدين ميهوبي ؟؟
عز الدين ميهوبي وزير الاعلام الجزائري السابق والكاتب الصحفى الكبير وصاحب مؤلفات عديدة فى المجال الرياضي والادبي ومجال الشعر، عمل فى بداية مشواره فى المجال الصحفى. قبل ان يعمل كمدير للاخبار بالتلفزيون الجزائري ، ثم تولى منصب عضو بالبرلمان عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي الجزائري ثم مدير عام الاذاعة الجزائرية قبل ان يتقلد منصب وزير الاعلام ومؤخرا تولى منصب مدير عام المكتبة الوطنية الجزائرية وخلال ذلك تقلد عدة مناصب عربية تتعلق بالعمل الصحفى والادبي وله العديد من المؤلفات والكتب وايضا المسرحيات والاشعار، وتم تكريمة 11 مرة داخل او خارج الجزائر ونال العديد من الاوسمة من مختلف الدول الافريقية والعربية واختير من بين افضل 500 شخصية عالمية ضمن موسوعة هوزهى الامريكية عام 2004 كما نال لقب عضو شرفي للعديد من المجالس الادبية داخل وخارج الجزائر ومنذ عام 2008 عمل خبير بالمحكمة الرياضية العربية كما مثل بلاده فى العديد من المنتديات والامسيات والمهرجانات الثقافية فى دول عربية واوربية ايضا.