عندما شاهدت النجم الايفوارى ديديه دروجبا الطاعن فى السن الكروى يقود فريقه الانجليزى تشيلسى للفوز على حامل اللقب برشلونة و يصعد لنهائى دورى ابطال اوروبا تجدد شعورى بالأسى على نجومنا الذين لم يستثمروا احترافهم الاوروبى فى تحقيق تاريخ كبير على طريقة دروجبا ورفاقه العرب والافارقة الذين يلعبون لاكبر أندية العالم
وعلى رأسهم احمد حسام ( ميدو ) صاحب الموهبة الفنية والقوة البدنية التى مكنته من اللعب لاندية كبيرة لكنه لم يستثمر موهبته ليعود الى مصر قبل أن يكمل عامه الثلاثين ليجلس على دكة بدلاء فريق نادى الزمالك واحيانا فى المدرجات تمهيدا لانهاء حياته الكروية بشكل باهت لا يليق بموهبته الكبيرة التى طمرها عزيمته و زيادة وزنه
لكن ما هى علاقة ميدو بدروجبا .. و العلاقة وطيدة فالاثنان تزاملا معا كقوة ضاربة فى صفوف فريق مارسيليا الفرنسى عام 2003 عندما اشترى مارسيليا ميدو مقابل 7 مليون يورو من فريق اياكس امستردام الذى زامل فيه ميدو النجم السويدى الكبير ابراهيموفتش لكن شتان الفارق الان بين ميدو والنجمين العالميين الكبيرين .. واستفزنى اهتمام ميدو بالتصريحات الاعلامية اكثر من اهتمامه بالتدريب لانزال وزنه الذى اجمع كل النقاد والخبراء انه زائدا .
و من تصريحات ميدو الغريبة قوله انه احسن مهاجم فى مصر و اعتقد ان الاوقع ان يقول انه اغنى مهاجم فى مصر فكما تقول بعض التقارير الصحفية ان ثروته تعدت ال300 مليون جنيه مصرى (اللهم لا حسد ).. لان الواقع يقول انه لا يشارك فى معظم مباريات فريقه وحتى مشاركاته لا تتعدى الدقائق المعدودة كما انه لم يحقق اى انجاز يذكر مع الزمالك .
اما منتخب مصر فهو بالطبع خارج حسابات الجهاز الفنى بقيادة الامريكى بوب برادلى الذى لا يعرف المجاملات ولا يعترف سوى بالاداء فقط وليس التصريحات الاعلامية .
ونعود لدروجبا الذى زامل ميدو عام واحد فى مارسيليا ثم انطلق الى العالمية بينما بدأ ميدو العد التنازلى رغم انه الاصغر سنا فدروجبا انتقل الى فريق تشيلسى الانجليزى وحقق سلسلة نجاحات و بطولات وألقاب حتى أصبح أحد رموز الفريق الكبير اوربيا وعالميا وفى المقابل ترنح ميدو بين اندية روما الايطالى الذى لم يكد يلعب له حتى اعاره لفريق توتنهام الانجليزى الذى اعاره ايضا لفريق ميدلسبره الانجليزي وكل ذلك دون تحقيق ميدو أى انجاز واضح بل تراجع مستواه بشكل واضح عام 2007 جعل نادى توتنهام يعيره الى ميدلسبره حتى اصبح سلعة غير رائجة فى عالم الاحتراف الذى لا يوجد فيه مكان سوى للمجتهدين الجادين فقط .
واستمر التدهور بميدو الذى لم يكمل عقده الثالث بعد حتى وصل به الحال الى عرض العودة للزمالك ليحقق معه الانجازات الغائبة لكنه حضر دون ان تحضر اى انجازات حتى الان بعد ان ظل عام كامل يتدرب ويصرح فقط دون اى مشاركة رسمية .
اما على مستوى المنتخبات ففى الوقت الذى لم يعطى فيه ميدو للمنتخب المصرى و لايذكره الجمهور سوى باعتراضه الغريب والمرفوض و الشهير على المعلم حسن شحاتة عندما غيره لتواضع مستواه بمباراة مصر مع السنغال بنصف نهائى كاس الامم الافريقية بمصر عام 2006 ودفع بعمرو زكى الذى احرز هدف الفوز و مهد طريق الفوز بكاس البطولة بدون ميدو و مجهوداته .
فى نفس الوقت كان دروجبا يأكل نجيل الملاعب لرفع اسم منتخب بلاده الذى صعد للنهائى مع مصر و واصل العطاء حتى الوصول ببلاده للمونديال بل حتى الان .
وفى الوقت الذى حصل دروجبا على لقب احسن لاعب افريقى مرتين رشح ميدو بكل امكانياته الفنية والبدنية للقب وحيد كأحسن ناشئ افريقى عام 2001 .
وانا اكتب هذه الكلمات حزنا على مشروع نجم عالمى لم يكتمل اسمه ميدو .
وارجو وان يقف ميدو مع نفسه وقفة جادة يحاول فيها على الاقل ان يختتم حياته الكروية كبيرا بجد كما بدا مشروع نجما كبيرا وان يتدرب ويتدرب و يواصل فقدان وزنه ويحافظ عليه و يأكل النجيل حتى يصبح نجما فى الملعب وليس على الورق وسنه يسمح له بان يعوض كل ما فاته بقيادة منتخب مصر لمونديال البرازيل 2014 اذا اراد ميدو ان يعود لايام مارسيليا التى لاتعوض فأنا له ناصح امين !