ليست منظرة أو فرقعة كلمتين إنجليزى فى الهواء ، وليس إظهارا للعضلات ، فالعبد لله مسكين وعلى قد حاله ، وهذه أكبر نعمة من رب العباد.
ولكن وبعد سماع الكاتب الصحفى الكبير محمود معروف ، وهو يتحدث بحماس متدفق ومتدافع ويختصر حل كل مشاكل الشغب والتعصب الجماهيرى فى عودة الكلاب البوليسية للملاعب المصرية، ويشير بكلتا يديه الأمن ، الأمن ، شدنى حقيقة الكتابة فى موضوع “الأمن الرياضى” كون كاتب السطور بطريقة أو بأخرى ، متداخل مع المركز الدولى للأمن الرياضى، وهو مؤسسة غير ربحية تهدف فيما تهدف إلى دراسة ووضع حلول ومعايير لظواهر الشغب ، وكل ما يتعلق بالأمن الرياضى كمفهوم جديد يطول شرحه.
وما من شك أن الإعلام الفضائى الجاهل والإعلاميين ، الذين يتحدثون بلغة الماضى دون علم بما يدور حولهم من مستجدات وتطورات مهنية واحترافية هم جميعا أشد خطر على المجتمع المصرى الثورى والعادى.
والحقيقة أن الكثير من أصحاب المنابر الإعلامية الذين يخرجون متحدثين من حنفية البرامج الفضائية الرياضية وغيرها ليل نهار مخاطبين الناس ، لا يفقهون فى كثير من الأحيان شيئا ولا يقيّمون الأمور التقييم المهنى أو العلمى الصحيح ، وهؤلاء انقطع لديهم تواصل الماضى بالحاضر والمستقبل فنجدهم يتحدثون بعشوائية وبدون أفكار مرتبة، وهذا تجسيد لما أوتوا من فكر ضحل لا يؤهلهم حقيقة للتوجيه المهنى والعلمى الصحيح ، التوجيه المبنى على ممارسة وتجارب.
وهؤلاء بالتالى لا يستطيعون ( لا قدر الله) الخروج بفكر جديد أومتجدد يخدم الناس أو يحل مشكلة بشكل مهنى سليم أو يحول دون وقوع كارثة هم أول الضالعين فيها ، وليس جديد القول الآن إن هذه البرامج الفضائية ، وأولئك الجهلة من الإعلاميين الفضائيين هم بجهلم الفتاك من أهم أسباب كارثة بورسعيد.
ولتوضيح الغرض من هذا المقال ، فكاتب السطور بطبيعة الحال لا يفهم فى كل شئ فلست مثلا خبيرا استراتيجيا فى السياسة الدولية ، ولا عالمًا ببواطن الأمور الثورية وليست لدى أى مقدرات أو مقومات لكى أصبح بين عشية وضحاها مثلا (ناشطا سياسيا أو حقوقيا) أظهر فى جميع الفضائيات للحديث عن الاستراتيجيات الدولية فى العوالم الهمجمية ، أو أتحدث مثلا فى التأثيرات الثورية على النظم العسكرية.. ببساطة أى شئ والسلام.
الكاتب الصحفى المعروف طالب بأعلى صوت بضرورة عودة الكلاب البوليسية إلى ملاعب كرة القدم وزيادة القوى الأمنية داخل المستطيل الأخضر كوسيلة لضبط الأمن وعودة الدورى المصرى.
وهذا الطرح حقيقة استفز العبد لله كثيرا.. أو على الأقل جعلنى أشعر بأننا شعب يعيش فى الماضى ويتحدث عن الماضى ونحن فى عالم والعالم الآخر كله فى عالم آخر!!..
مفهوم (الأمن الرياضى) تطور كثيرا والآن الحديث فى كل ملاعب كرة القدم وفى البطولات الرياضية الأخرى) ليس عن عودة أو تواجد الكلاب البوليسية تبع عمنا معروف ، وإنما عن مفهوم جديد وهو (stealth security)أى مفهوم الأمن الموجود ولكن غير المرئى فى ملاعب كرة القدم على أساس أن وجود رجال الأمن يشكل استفزازًا للجماهير التى جاءت للملعب (لتستمتع) .
طبعا سيقول قائل إن جماهيرنا الألتراسية الملونة والمتلونة، والتى أفسدت نكهة كرة القدم ليست من النوع المستمتع ، فهى تأتى إلى ملاعبنا لتسب فلانًا أو تهتك عرض فلان أو لتشتم جماهير النادى الفلانى ، بلافتات متوسطة الحجم 70 مترطول و3 متر عرض) وهى لافتات معتمدة الطول والعرض من قبل الاتحاد المخلوع، وهذا صحيح ـ لكن ما تحدث به الأستاذ معروف، جعلنى أؤمن أننا فى تنظيم وإدارة كرة القدم الاحترافية التى لا أزعم أننى أفهم فى غيرها– متأخرون بقرن من الزمن عن العالم وأننا وحدنا نعيش فى عالم آخر.
الاتحاد الأوروبى لكرة القدم يتباحث مع منظمى أمم أوروبا 2012 (أوكرانيا وبولندا) فى كيفية تواجد رجال الأمن داخل الملاعب، فبينما يرى المسئولون فى أوكرانيا أنه يتعين تواجد أكبر عدد ممكن من رجال الشرطة الرسميين لحفظ الأمن داخل ملاعب يورو 2012 يرفض ممثل الاتحاد الأوروبى مارك تيمر رئيس وحدة الملاعب والأمن باليوفا هذا الطرح ويصر على تواجد عدد محدود من رجال الشرطة ووجود خطط أمنية تحقق مفهوم الـ(stealth security) وهذا بالطبع بدون كلاب بوليسية تبع العم معروف.
· كاتب المقال ـ الناقد الرياضى عبد العزيز الحمر رئيس تحرير موقع سوبر كورة
· المقالات المنشورة على موقع دنيا الملاعب تعبرعن رأي كاتبها ، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع