عبد الرحمن فهمى : عفوا الدكتور أبوالفتوح

تابعت حوار الاعلامى المتميز عمرو الليثى مع المرشح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.. وكان حوارا طويلا جدا استغرق عدة ساعات… على الهواء مباشرة.

وبصرف النظر عن البرنامج الطويل للمرشح إلا انه لفت نظرى ما سبق ان كتبته هنا… وهو الخاص بإقامة الرئيس فى قصر العروبة طوال فترة رئاسته ثم يحضر شنطته فى نهاية المدة ويتوكل على الله عائدا إلى منزله.. فليس عندنا فيللات ولا قصورا اخرى نعطيها لأحد.. بل طالبت بأن تترك السيدة الفاضلة سوزان مبارك الفيللا التى تقيم بها لأنها ملك الدولة بكل توسعاتها من الآن.. ولتترك السيدة الفاضلة جيهان السادات فى قصر محمد محمود خليل مدى حياتها اعطاها الله العمر والصحة ثم يعود القصر بكل تحفه واثاثه الايطالى إلى الدولة فورا.. فلا يتم توريثه.

المرشح الرجل الفاضل الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح رد على سؤال لعمرو الليثى بأنه سيقيم فى منزله العادى ثم يذهب صباح كل يوم إلى قصر العروبة كما كان يذهب إلى مقر عمله الحكومى بالضبط… أما الاقامة فى القصر وحكاية سيدة مصر الاولى وتعطيل المرور ليمر الموكب والحراسة طوال الشوارع… كل ذلك تقاليد انتهت تماما… لم يعد الرئيس هو السلطة العليا فى البلد… الشعب أصبح سيد البلد.. بعد الثورة.

كلام جميل ورائع.. والحق أن الدكتور ابوالفتوح متحدث لبق كلامه منسق… ويبدو أنه كلام مقنع ولكن ليسمح لى أن أقول إنه أخطأ فى هذه النقطة بالذات.. ففى كل أنحاء العالم المسئول الاول عن الدولة يقيم فى نفس مكان عمله… فى امريكا البيت الابيض .. فى فرنسا قصر الاليزيه … فى انجلترا 10 داوننج ستريت وباقى بلاد العالم.

الموضوع ليس تواضعا ولا عدم استغلال سلطة ولا نزاهة وشفافية وتقشف مثلا.

الموضوع أهم من هذا بكثير … رئيس الدولة مطلوب 24 ساعة… فهو ليس موظفا عاديا… وتليفوناته واتصالاته والسكرتارية تكون واحدة ومستعدة لتلقى اخبارا كل دقيقة طوال اليوم… وهناك قرارات تتخذ فى عز الليل وقرب الفجر… وقد تكون اخطر قرارات.

ودول العالم لن تبحث عن الرئيس اذا كان فى مكتبه او فى منزله… ليس هناك وقت لمثل هذه الامور اذن إقامة الرئيس فى مكان عمله ليس بدعة ولا ترفا ورفاهية… بل مصلحة الدولة والشعب نفسه تقتضى أن يعمل الرئيس 24 ساعة فى موقع المسئولية… وهذا ما وصل إليه كل دول العالم المتقدم والمتأخر معا.

أما حكاية أن جمال عبدالناصر كان يبيت فى منزله فهو موضوع آخر… فقد كان الأمر جديدا على مصر كلها… لذا كان منزل عبدالناصر هو مقر عمله الرئيسى وكان يذهب إلى قصر القبة حينما يقتضى الأمر ذلك فقط.

·         كاتب المقال : الناقد الرياضى الكبير عبد الرحمن فهمى (جريدة الجمهورية )

شاهد أيضاً

صلاح دندش يكتب : المسخوط .. مبيعرفش !

اثناء تواجدى باحد الفنادق الكبرى بمنطقة القاهرة الجديدة لحضور فاعلية رياضية ..فوجئت على الباب بحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.