متابعة ـ مهاب عيد الحميد :
قطع منتخب كوت ديفوار شوطاً كبيراً على درب الوصول إلى المونديال البرازيلي عقب فوزه على نظيره السنغالي بنتيجة (3-1) اليوم السبت ضمن ذهاب الدور الحاسم من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014.
وفي معقله “فيليكس أفوات بوانيه” بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، وقّع الكابتن ونجم جلطة سراي التركي ديدييه دروجبا على مساهمته من علامة الجزاء (5) وأضاف المدافع السنغالي لودوفيك سانيه ثاني الأهداف عن طريق الخطأ في مرماه بعد تسديدة من جيرفينهو (13) في حين دوّن محترف ليل الفرنسي سالومون كالو الهدف الثالث (49) قبل أن يحفظ ماء وجه السنغال مهاجمه الفذ بابيس ديمبا سيسيه (90+6).
ويلتقي المنتخبان في موعد العودة بتاريخ 16 نوفمبر المقبل في مدينة مراكش المغربية.
هيجان مبكّر
لم يترك أصحاب الأرض، السّاعين إلى بلوغ المونديال الثالث على التوالي، لضيوفهم أي فترة جسّ نبض للمواجهة، حيث دخلوا مباشرة في صلب الموضوع وهدّدوا مبكّراً عبر تقنية الضغط العالي في الهجوم وهو ما أثمر سريعاً ركلة جزاء تحصّل عليها متوسط ميدان روما الإيطالي جيرفينهو الذي توغّل بذكاء وأجبر المدافع السنغالي على ارتكاب الخطأ داخل المنطقة في عرقلة واضحة، ليأتي الدور على “الفيل الأكبر” دروجبا ويهدي بلاده هدف الأسبقية (5).
ولم يمض وقت طويل حتى أدركت النجوم الإيفوارية مبتجاها بتأمين نتيجة اللقاء مبكراً، من عملية هجومية تسلّم إثرها “مصدر الإزعاج الكبير” جيرفينيو كرة في الجهة اليسرى وحاول تمريرها إلى دروغبا داخل المنطقة، إلاّ أنها تحوّلت إلى المرمى بمساعدة من المدافع سانيه وخدعت الحارس بونا كوندول وعانقت شباكه (13).
وكانت هجمات كوت ديفوار توحي في كلّ مرّة بولوج أهداف جديدة في مرمى “أسود التيراتغا” التي لاحت عاجزة عن مقاومة المد الإيفواري، لاسيما أنّ المنتخب يتكوّن من نخبة من الشباب تنقصهم الخبرة، إضافة لافتقادهم إلى خدمات نجم تشلسي الإنكليزي ديمبا با الذي تمّ استبعاده من قائمة المدعوّين لهذه المواجهة الحاسمة بقرار من المدرب الفرنسي ألان جيريس على خلفية عدم جاهزية با على الصعيدين الفنّي والبدني كونه لا يلعب بانتظام مع “البلوز”.
“سلطنة” على إيقاع إيفواري
في الشوط الثاني لم يتغيّر الحال كثيراً حيث واصلت “الأفيال” ضغطها وحملاتها الهجومية التي أسفرت إحداها عن تدعيم النتيجة بالهدف الثالث بقدم سالومون كالو الذي كسب مواجهة الرجل لرجل مع الحارس السنغالي ليضع الكرة بأناقة داخل المرمى (49).
بعد ذلك نزل المنتخب السنغالي بكلّ ثقله بحثاً عن هدف ينعش آماله قبل موقعة الإياب، وكان له ما أراد حيث استغلّ بابيس سيسيه كرة خاطئة شتّتها المدافع سليمان بامبا فتهيّأت أمام مهاجم نيوكاسل ليسدّد بعدها كرة قوية استقرّت في المرمى الإيفواري رغم محاولة الحارس أبو بكر باري (90+6).
للذكرى مكان…
تعدّ هذه المواجهة الثانية من نوعها على التوالي بين المنتخبين العريقين التقيا فيها ضمن دور حاسم، حيث كانت الأولى العام الماضي ضمن الدور الحاسم المؤهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا التي أقيمت في جنوب أفريقيا، حيث فازت كوت ديفوار (4-2) ذهاباً في أبيدجان، و(3-0) إياباً في داكار بقرار من الاتحاد الأفريقي، حيث توقّفت المباراة في دقيقتها 73 بسبب أعمال الشغب التي اندلعت في المدرّجات آنذاك.
مع العلم أنّ هذه الأحداث كانت سبباً مباشراً في صدور قرار الاتحاد الأفريقي للعبة “كاف” القاضي بحرمان السنغال من خوض المباريات المتبقية لها ضمن تصفيات المونديال على أرضها، لتضطرّ بالتالي إلى خوض إياب هذا الملحق في المغرب.