الكابتن طاهر أبوزيد : الثورة لم تصل إلى الوسط الرياضي بعد

مضى الأيام بحلوها ومرها .. تغير دون أن تتغير .. تحول المستقبل المنتظر إلى حاضر نعيشه ومن بعد إلى ماضى يبتلعه التاريخ فى جوفه ولا يعود أبدا.. فليس بيد أحد أن يوقف الزمان أو يعيده للوراء إلا خالقه.. لكن يبقى لنا أن نحلم ونتمنى ونتمسك بالأمل.. نحلم بأن يكون مستقبلنا أفضل من حاضرنا ..  ونتمنى أن يكون حاضرنا أحسن حالا من ماضينا.. وأن يكون أملنا كبير فى بناء وطن عدل ومساواة .. وطن طاهر ونظيف من الفساد والفاسدين.. وإذا كان العام الماضى قد شهد فى بدايته ملحمة تاريخية سترويها الأجيال إلى حين وأثبت الشعب المصرى أنه قادر على التغيير فعلينا جميعا أن نمضى فى طريق الإصلاح وأن نحقق للأبناء والأحفاد فخرا يستحقونه.

لقد قامت الثورة المجيدة ورويت بدماء شهداء جادوا بأرواحهم كى نعيش.. وعلينا أن نكون الآن أكثر وفاء لهم بارين بأسرهم ونثبت أننا على العهد والوعد فى مواصلة الطريق وتصحيح مسار كل مؤسسات الدولة «الاقتصادية والاجتماعية والسياسية».. وأظن أن المخاض كان عسيرا والبداية كانت صعبة ربما لأن بعضنا لا يملك ثقافة الاختفلاف ولا يؤمن بقواعد اللعبة الديمقراطية الحقيقية لكن وبمرور الوقت بدأت الصورة تزداد وضوحا إلى أن وصلنا لمرحلة تشكيل أول برلمان ولد من رحم النزاهة وصناديق الحرية.. وننتظر بعده انتخابات للشورى ثم رئاسة الجمهورية.. آملين من الله أن يولى علينا من يصلح حال البلاد والعباد.

هذا كان من أمر الساسة والسياسة.. أما باقى المؤسسات ومنها الرياضية بطبيعة الحال فتحتى هذا اللحظة يعيش هذا الوسط الكبير فى الماضى.. ومازال بعيدا عن يد التطهير والإصلاح.. بل وبعيدا عن العدالة أيضا.. واظن أن الثورة التى مضى عليها ما يقارب العام لم تصل بعد إلى هذا القطاع الكبير ومازالت نفس الوجوه تحكم وتتحكم رغم كل ما ارتكبته وترتكبه من خطايا دون أن يقترب منها أحد وكأنها تتعاطى حبوب منع المحاكمات وتملك أدوات تحميها من الوقوف خلف القضبان .. فكثير من رموز الوسط الرياضى ليسوا من المحسوبين على النظام السابق فحسب بل هم من رجاله الذين توحشوا وازدادوا ثراء ومازالوا ينعمون بالهدوء والطمأنينة وكأن شيئا لم يكن !

وأريد هنا أن أوضح سبب توقفى الدائم عند الوسط الرياضى والكروى وما يعتريه من فساد دون الاقتراب منه.. وأقول إنه نابع من قناعتى التامة إن رموز هذا الوسط المرتبطين بالنظام السابق وكانوا أدوات حكمه وشاركوا فى قضايا فساد فى مؤسسات شهيرة مازالوا «أحرارا يرزقون» بل ويلعبون من وراء حجاب ومنهم من هرب أمواله الضخمة التى اكتسبها بطرق غير مشروعة خارج البلاد.. وكأن ما اقترفوه من خطايا لا يستحق عناء المحاكمة.. فمنهم رجال أعمال وأصحاب شركات ومصانع.. ومنهم من استولى على أراضى الدولة دون وجه حق.. ومنهم من نهب الأموال بلوائح تفصيل.. ومكنت بعضهم من إهدار مليار جنيه من مؤسسات حكومية حسب تقارير الأجهزة الرقابية.. ورغم كل ذلك يتحركون ويسافرون ويحضرون المباريات ويجلسون أمام الكاميرات ويعقدون الاجتماعات ويتصرفون فى أموالهم كيفما شاءوا ووقتما شاءوا دون أن نعرف مصير القضايا والشكاوى والبلاغات المقدمة ضدهم ولماذا لم لا تصل إلى ساحة المحاكم .. فهل هم أكبر من القانون أم أنهم من المصطفين الأخيار ؟

أعتقد أن الانتظار قد طال وأن بقاء هؤلاء فى مناصبهم يزيد من علامات الاستفهام حول من يحميهم ويقف خلفهم .. وعلى أولى الأمر أن يضعوا حدا لهذا العبث الذى أرهق الوسط الرياضى والكروى وألا يتركوا هؤلاء ينعمون بحرية لا يستحقونها لأنهم فى الأساس يتخذون من الأندية والاتحادات الرياضية خنادق للاختباء والحماية بعد أن كانت مصادر للكسب والتربح .. فمتى ينصلح حال هذا الوسط .. ومن يأخذ بيده إلى الطريق القويم .. أم كتب على هذا الوسط أن يكون بلا أمل ؟ ” نشر المقال فى جريدة الشروق

شاهد أيضاً

سعد صديق يكتب : بدون تعصب

سيف زاهر إستضاف أحمد بلال علشان يقول رأيك إيه في مصطفي محمد ، واللى مش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.